الوضع الإنساني في غزة بعد أكثر من 100 يوم

الوضع الإنساني في غزة بعد أكثر من 100 يوم

 الوضع الإنساني في غزة بعد أكثر من 100 يوم

منذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربًا شاملة على قطاع غزة، انتقامًا للهجوم المسلح الّذي شنته حماس على مستوطنات غلاف القطاع في ذات التاريخ. حيث كانت للمرة الأولى من خمسين سنة، تعلن فيها إسرائيل حالة الحرب الرسمية والعمل وفق قانون الطوارئ. هذه الحرب الّتي دخلتها الحكومة الإسرائيلية بهدف القضاء على حركة حماس وبنيتها التحتية في غزة، تجاوزت اليوم المائة، والخسائر في صفوف المدنيين في القطاع أعلى مما كان متوقعًا بكثير. 

خلال اليوم المائة للحرب، ووفق أبحاث أجرتها بعض وسائل الإعلام والمؤسسات الحقوقية والانسانية، فإن عدد القتلى في صفوف الفلسطينيين قد تجاوز الأعداد في النزاعات الأخرى خلال هذا القرن، في اليمن وأوكرانيا وأفغانستان والعراق وسورية، مما يدل بحسب الأونروا على مؤشر صعب جدًا من الناحية الإنسانية، وحاجة ملحّة للتدخل الإنساني العاجل، لكن حتى اللحظة، تُمنع المؤسسات من الدخول إلى قطاع غزة والعمل لمساعدة الناس، كما يمنع الصليب الأحمر من التواجد في مناطق الاشتباكات لإنقاذ المدنيين العالقين.

خلال المقال نسلّط الضوء على الحاجة الإنسانية الشديدة، أرقام الشهداء والمصابين والمفقودين حتى اليوم في قطاع غزة. 

عدد القتلى يفوق المتوقع 

بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن أعداد الشهداء في قطاع غزة قد تجاوزت أي صراع آخر خلال هذا القرن نسبةً لعدد أيام الحرب. فقد توفي حتى اليوم بسبب الغارات الإسرائيلية والعملية البرية داخل القطاع ما يقدر ب 24,100 شهيد، منهم 12,345 طفل و7,100 امرأة و1,049 مسنّ، 337 شهيد من الطواقم الطبية، 117 صحفيًا، 209 شهداء من الكوادر التعليمية، 148 شهيدًا من موظفي وكالة الأونروا، 45 شهيدًا من الدفاع المدني، و7,000 في عداد المفقودين، 4,700 منهم من النساء والأطفال.

كما وصل مجموع الجرحى في القطاع إلى 61,154 جريحًا، منهم 6,168 من الأطفال. كما أن عدد النازحين في القطاع تجاوز النكبة، ب 2 مليون نازح مسجل في وزارة الصحة ووكالة الأونروا، علمًا بأنهم يتجمعون في أصغر محافظات القطاع من ناحية مساحة ومن ناحية عدد السكان، مما يسبب أزمة خانقة خاصةً في ظلّ شح المواد التموينية وعدم دخول المساعدات بشكلٍ كافٍ وارتفاع الأسعار بشكلٍ جنوني وعدم وجود رقابة على البيع والتجارة من قبل السلطة الحاكمة.

كما وصل عدد المعتقلين من قطاع غزة إلى 3,000 أسير خلال العملية البرية للجيش الإسرائيلي، وبعض المصادر الأخرى قالت إن العدد فاق الـ 5,000 أسير.

وقد تم تدمير البنية التحتية في القطاع بنسبة تفوق الـ 75%، حيث تضررت 355,000 وحدة سكنية بشكلٍ كليّ أو جزئي. وقد وصل عدد الوحدات المتضررة جزئيًا إلى 290,000 وحدة سكنية، و69,300 وحدة سكنية مدمرة بالكامل، كما خرجت 30 مستشفى عن الخدمة بشكلٍ كامل، وأكثر من 25,010 مباني مهدمة، كما تضررت 25 مستشفى بشكلٍ جزئي، ودمّرت 3 كنائس، وتم تدمير 145 مسجدًا، و138 مقرًا حكوميًا، و95 مبنى للمدارس والجامعات دمّرت كليًا، كما تضرر 295 مبنى للمدارس والجامعات بشكل جزئي، ودمّرت 121 سيارة إسعاف بالكامل. 

ما بعد انتهاء الحرب

مع الضبابية الّتي تخيّم على الوضع السياسي ما بعد الحرب وحول موعد انتهائها، تدور أسئلة كثيرة عن المدة الزمنية الّتي قد تحتاجها المؤسسات والدول لأجل إعادة إعمار القطاع. وقد أعلن مكتب تنسيق العمليات الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن كلفة تلبية الاحتياجات الإنسانية ل 2.7 مليون شخص في قطاع غزة تقدر بنحو 1.2 مليار دولار، مرتفعًا بذلك الرقم بشكلٍ ملاحظ عن تاريخ 12 أكتوبر 2023، حيث قدر الرقم آنذاك ب 294 مليون دولار.

وقد قدّر وزير الحكم المحلي الفلسطيني مجدي الصالح كلفة إعادة إعمار قطاع الإسكان وحده في قطاع غزة بنحو 8.4 مليار دولار، قائلًا إن الدمار طال 240 ألف وحدة سكنية، بحاجة إما إلى إعادة ترميم كلي أو جزئي. وأكّد أنّ عملية إزالة الركام تتراوح تكلفتها بين 20 إلى 25 في المائة من قيمة البناء، ما يضيف إلى الفاتورة 1.6 مليار دولار أخرى.
وأكّد بأنّ عملية حصر الخسائر في القطاع ستحتاج على الأقل 6 أشهر بعد انتهاء الحرب، كما أن قطاع المياه والكهرباء والصرف الصحي بحاجة إلى نحو 3 مليارات بعد الأضرار الّتي لحقت بها.

عمل المؤسسات الإنسانية 

تُمنع المؤسسات الاغاثية والإنسانية من الدخول إلى قطاع غزة منذ اليوم الأوّل للحرب، كما تُمنع المؤسسات الدولية كالصّليب الأحمر القيام بعملها كما يجب، بحيث يمتنع الجيش الإسرائيلي منح تنسيقات للمؤسسة من أجل الدخول إلى مناطق الاشتباكات أو انقاذ المدنيين العالقين تحت الأنقاض منذ اليوم الأوّل.

نحن كمؤسسة شغف، نأمل أن يتم السماح للمؤسسات الاغاثية والإنسانية ولنا العمل بصورة قانونية داخل قطاع غزة مع المدنيين العُزل بأسرع وقت ممكن، كلّ تأخير في تقديم المساعدات وفي دخول المؤسسات إلى القطاع يزيد الوضع الإنساني سوءًا.

 

ميساء منصور
مدونة

Calendar تاريخ المنشور 24 Jan
whatsapp